قلوب من ورق (قصة قصيرة)

سبحت في صمتها وهامت روحها في القلوب الميتة,, قلوب من ورق لا تلبث أن تطير مع الريح "نطقت آهاتها على تلعات ألمها:
مسكينة أنتي "
كم ارثي حالك كفاك مثاليات ..كفاك تضحيات !
آلا ترين جسدك المفعم بالجراحات والآلام وتلك الأشجان الثقيلة التي أنهكت ظهرك وآلمت قلبك ..

رفعت مرة أخرى عقيرة صوتها" الآن تبكي عمرك المشحون بالوجع والغربة"
وتودين مغادرته إلى عمر آخر!
نهضت تلفتت من حولها مندهشة "علت حينها قهقهات عالية
أتبحثين عني أنا الصوت السابح في أعماق ذاتك
إنني هنا بداخلك"
انظري لي ولو لمرة واحدة
انظري لنفسك التي عاشت ألآمك وأحزانك وحلقت معك في كل أحلامك
وحدي كنت أتلقى دموعك واحتضن مشاعرك!
مشاعر الأنثى التي أخفيتها بل وأدتها تحت أديم قلبك
كل مشاعرك سخرتها له ..كنت تغدقين عليه بسخاء وكم كنت بخيلة على نفسك
عطائك له كان متدفقا وبلا حدود
وبينما نفسها تحاورها بين الألم واللوم والعتاب تحادرت دموعها بحرارة وتصارعت في داخلها الأفكار.. وتساؤلات نسفت كل أمانيها
كانت تسبح في لحظات مذهولة ويجول بمخيلتها ذلك اليوم المشئوم
اليوم الذي جاءها فيه يحمل طفلة على يديه...كانت تنتظره بشوق عارم لتخبر ه بأنها قد اختارت العروس التي يؤملها.
لكنه داس على كل شيء من اجل أن يتزوج فتاة قد تعرف عليها في مجال عمله وحيث أنها لا تناسبهم من كل الجوانب ويعلم علما مسبقاً أن أسرته لن توافق تزوجها سرا..!!
فجعت بأخيها الذي وهبته أحلى أيام عمرها لكنه حرمها من فرحة كادت تلامس عروق فؤادها وتبدد وحشة أيامها .. عمرها كان له ومن أجله فقط كانت تتنفس ..!

رنيا عبد الرحمن صباح

» صور قلوب للتصاميم
» قصص قصيرة للأطفال
» جرح اللسان.. قصة قصيرة