السمنة عند الاطفال هي زيادة وزن جسم الطفل عن الحد الطبيعى وذلك بسبب تراكم الدهون ، وقد عرفها بعض المتخصصين بأنها زيادة وزن الإنسان أكثر من 30% من الوزن الطبيعى.
لقد أكدت التجارب والدراسات أن السمنة ليست هى المشكلة الأساسية التى يشكو منها الكثيرين ، بقدر ما ان المشكلة الحقيقية هى عدم الاهتمام بحل هذه المشكلة التى تكون بسيطة فى بدايتها ولكن إهمال الشخص لها يجعلها أكثر صعوبه فى الحل مستقبلا
وقد يكون تراكم الدهون بالجسم سببه إما زيادة حجم الخلايا الدهنية وإما سببه زيادة عدد تلك الخلايا ، ويحتوى جسم الإنسان العادى على حوالى 30-35 بليون خلية دهنية يزيد حجمها عند زيادة الوزن ، كما ان جسم الإنسان ينتج خلايا جديدة يصعب التخلص منها فيما بعد ، ولهذا تصبح هناك صعوبة كبيرة عند إنقاص الوزن.
الاحصائيات التى نشرت فى هذا النوع من المشاكل البدنية مثير للاهتمام فحوالى 70% من المراهقين لديهم فرصة فى ان يصبحوا بدناء وهم كبار وان النسبة تكون 80% فى حالة ما اذا كان احد الوالدين يعانى من مشاكل السمنة.
ويبلغ تقريبا عدد المصابين بالسمنة حول العالم 300 مليون شخص ، وهناك اكثر من 300 ألف يفارقون الحياة سنويا لاسباب تتعلق بالسمنة ، وتعتبر السمنة ثانى اكبر اسباب الوفاة بعد التدخين.
البلدان العربية ليس بها احصائيات تحدد نسبة الاطفال والمراهقين المصابين بالسمنة ، إلا انه قد تكون النسبة حوالى 15% من بين الأطفال عامة ، الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الأمركية فقط بها ما يقارب التسعة ملايين.
هل طفلى مصاب بالسمنة
على الاباء والأمهات ان يفرقوا بين امرين اما ان يكون الطفل لديه زيادة فى حجم العضلات وهذا امر طبيعي ، واما ان يكون الطفل يعانى من زيادة الدهون بالجسم وهذه هى المشكلة , وبالطبع لن يتم تحديد ذلك بقياس الوزن فقط ، بل يحتاج الأمر لتشخيص الطفل عند طبيب متخصص.
السمنة أصبحت الآن تحظى باهتمام عالمي ، ليس فقط في البالغين لكن أيضا في أوساط الأطفال والمراهقين وهناك توافق في الآراء بشأن التأثير السلبي على القوة البدنية والاجتماعية للأطفال , وعلاوة على ذلك يبقى العديد من الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة يعانون منها في مرحلة البلوغ ، مع احتمال زيادة خطر الإصابة بالأمراض.
في عام 2005 قدرت منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 20 مليون طفل فوق سن 5 سنوات كانوا يعانون زيادة الوزن في جميع أنحاء العالم . جنبا إلى جنب مع ازدياد انتشار السمنة لدى الأطفال في البلدان الغربية ، ونفس الظاهرة تفشت أيضا في منطقتنا العربية ، فالمملكة العربية السعودية كشفت عن دراسة تفيد بأن 60% من أطفال السعودية يعانون من البدانة.
قد يتسائل الوالدان هل طفلنا مصاب بالسمنة او هل وزن الطفل اكثر من الطبيعى ، والعامل الحاسم فى الأمر هو زيارة الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة.
الاضرار الصحية للسمنة علي الاطفال
معظم هذه الاضرار قد تبدأ ظهورها في فترة مستقبلية ليست قريبة في حين ان طرق العلاج المتوفرة للتخلص من زيادة الوزن تظهر مفعولها في فترة قصيرة للغاية , ولكن إذا ثبت فعلا ان الطفل مصاب بالسمنة فعلي والديه ان يسارعوا بعلاج هذا الأمر في اسرع وقت حتي لا يؤدى الى:
ارتفاع فى نسبة الكوليسترول
ارتفاع ملحوظ فى ضغط الدم
ضعف ثقة الطفل بنفسه وظهور اعرض الكأبة عليه
مشاكل فى عظام الجسم وخصوصا عظام الورك والاقدام
التأثير على الكبد وظهور مرض السكرى
صعوبة فى التنفس الطبيعى وخصوصا اثناء النوم والبلوغ المبكر
كما ان السمنة تؤثر بشكل كبير على القلب والأوعية الدموية
الاضرار النفسية للسمنة
أثبتت الدراسات ان الإكتئاب قرين السمنة ، فأينما تجد احد الأشخاص من الذين يعانون من السمنة إلا وجدت ان الإكتئاب قرين له ، فأثبتت أحد الدراسات ان انخفاض مادة السروتونين بالدم يؤدى إلى الإكتئاب كما ان انخفاض نفس المادة بالدم يؤدى الى الشراهة فى تناول الطعام ، لهذا ربطت الدراسات العلمية بين السمنة والإكتئاب ، وقد لوحظ على بعض من يعانون من السمنة انهم كثيرا ما يعانون من الإنطواء الإجتماعى والإحساس الدائم بالفشل.
وبالرغم من كل ذلك إلا ان نسبة الشفاء من السمنة كبيرة وخصوصا بين مجتمع الأطفال ، حيث أن الخلايا الدهنية تكون فى بداية نموها ، فإذا اهتمت الأسرة بنظامها الغذائى بشكل سليم وابتعدت عن الوجبات التى تحتوى على نسبة دهون مرتفعة كانت نسبة شفاء الطفل المصاب عالية جدا ، بل وكان هذا وقاية لباقى الأسرة من الاصابة بالسمنة.
اسباب السمنة عند الاطفال
قد تكون اسبابها منحصرة بين الاسباب الوراثية والاسباب الطبيعة كالبيئة والعادات غير الصحيحة فى تناول الطعام ، فالاطفال البدينون يميلون الى اكل الاطعمة التى تحتوى على سعرات حرارية عالية كالبسكويت والبطاطس والكيك ودون رقابة من الأهل.
يقول المتخصصون فى علاج السمنة انه ربما تكون هناك اسباب وراثية للبدانة ، لكن يرجعون ذلك ليس لتوريث الجينات التى تقوم على زيادة السمنة لدى الطفل لكنهم يرجعون الأمر لتعود العائلة او الأسرة كلها على نظام غذائى خاطىء.
ويمكن ان نحدد هنا أسباب السمنة لدى الأطفال :
النظام الغذائى الخاطىء : يعتبر تناول الأطعمة بشكل خاطىء من أهم أسباب إصابة الاطفال بالسمنة ، فالأطفال دائما ما يتناولون أطعمة ذات سعرات حرارية عالية ، وخصوصا تلك التى تكون فى الوجبات السريعة المليئة بالدهون ، وأيضا المياه الغازية والحلويات التى يقبل الاطفال عليها بشراهة تحتوى على سعرات حرارية عالية
قلة النشاط الحركى والبدنى : فليس شرطا ان يكون الطفل من الذين يتناولون الطعام بكثرة ان يكون يعانى من السمنة ، فكلما مارس الطفل نشاط كبير كلما كانت فرصته افضل فى البعد عن السمنة ، لأنه يصرف الدهون المخزونة فى جسمه على شكل حركة أثناء ممارسته للأنشطة الرياضية والحركة اليومية , وقد أثبتت التجارب ان الأطفال الذين يجلسون لمشاهدة التلفاز لمدة ساعتين يوميا بدون حركة هم الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة.
ضغط العوامل النفسية : الاكتئاب و الفشل في تحقيق الطموحات ، أو المعاملة السيئة للأباء مع أبنائهم ، قد تدفع الطفل إلى الإقبال على الطعام بشراهة ؛ للهرب من هذه الإكتئاب ، أو كنوع من التعويض لتحقيق الإشباع النفسي.
خطوات علاج السمنة
علاج السمنة يبدأ من تغير العادات السيئة لتغذية الطفل وتغير العادات العائلية فى تناول الغذاء ، فلابد من ان تكون حسابات أهل الطفل حسابات دقيقة حسب السعرات الحرارية التى يتناولها الطفل فى طعامه فى الوجبات المختلفة ، كما يجب ان يشعر الطفل بمشاركة كل البيت فى النظام الغذائى الصحى السليم ، فيقول المتخصصون فى هذا الأمر ان العائلة كلها يجب ان تشارك فى نظام غذائى واحد لانه وقاية له من جهة ومشاركة للطفل المصاب بالسمنة وحتى لا يشعر انه فيه شىء غير مرغوب فيه فيؤثر ذلك على نفسيته.
والنصيحة لكل ام و اب حتى من اولئك الذين لم يصاب اولادهم بالسمنة ان علموا ان العادات الصحية والسليمة فى تناول الغذاء يحمى الطفل من الإصابة بهذا المرض فالوقاية خير من العلاج ولذا ننصح بالأتى :
النظام الغذائى للطفل يجب ان يكون بعد استشارة الطبيب ، ويجب تفهيم الطفل ان كل طعام يحتوى على سعرات حرارية معينة لا يجب ان تزيد عن الوضع الطبيعى مع مشاركة من الأب والام فى النظام كما اسلفنا
يستحب ان يقوم الطفل بنشاط رياضى لمدة 60 دقيقة يوميا
اذا اراد أهل الطفل ان يعالجوا طفلهم عن طريق العقاقير الطبية فعلينا ان نحذرهم من ان مضاعفات تلك العقاقير قد تسبب ضعف فى نمو الطفل وقد تسبب مضاعفات خطيرة ، فإلى الان لم يتوافق الاطباء حول العالم على عقار واحد مأمون الجانب لعلاج مشكلة السمنة عند الأطفال.
الوراثة والبدانة
يقول المتخصصون فى علاج السمنة لدى الاطفال انه ربما تكون هناك اسباب وراثية للبدانة ، لكن يرجعون ذلك ليس لتوريث الجينات التى تقوم على زيادة السمنة لدى الطفل لكنهم يرجعون الأمر لتعود العائلة او الأسرة كلها على نظام غذائى خاطىء.